الهلال يصنع التاريخ- السعودية تهز عرش كرة القدم العالمية في المونديال

شهدت المشاركة السعودية في بطولة كأس العالم للأندية المقامة في الولايات المتحدة الأمريكية تألقاً لافتاً.

فقد حققت المملكة العربية السعودية، التي تستثمر ببذخ لتعزيز موقعها كقوة بارزة في عالم كرة القدم، إنجازاً باهراً بفوز نادي الهلال على نظيره الإنجليزي مانشستر سيتي بنتيجة 4-3 في مباراة مثيرة مساء الاثنين، ليحجز مقعده في الدور ربع النهائي.

هذا الانتصار المدوي هز أرجاء عالم كرة القدم، وشكل أبرز مفاجآت البطولة، وكان بمثابة رسالة قوية أرادت السعودية توجيهها للعالم، بالتزامن مع استعداداتها لاستضافة كأس العالم 2034.

المدافع السنغالي المخضرم، كاليدو كوليبالي، أحد النجوم الذين انتقلوا من الدوريات الأوروبية إلى منطقة الخليج، صرح قائلاً: "أردنا أن نثبت للعالم أجمع أن نادي الهلال يمتلك المهارات والقدرات التي تؤهله للتواجد في هذا المحفل العالمي".

ويبرز من بين هؤلاء النجوم الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو، الذي أحدث ضجة مدوية بانضمامه إلى نادي النصر السعودي في صفقة تاريخية قدرت قيمتها بـ 200 مليون دولار (وفقاً للتقارير) في عام 2022. تبع ذلك قيام الأندية السعودية، بدعم من صندوق الاستثمارات العامة السعودي، بالتعاقد مع نخبة من اللاعبين العالميين من أمثال نيمار دا سيلفا وكريم بنزيمة، بالإضافة إلى محاولات جادة لضم نجوم آخرين مثل كيليان مبابي وليونيل ميسي.

وقد أحدث نادي الهلال السعودي نقلة نوعية بتعاقده مع المدرب الإيطالي القدير سيموني إنزاجي.

انضم إنزاجي إلى صفوف الهلال بعد قيادته لنادي إنتر ميلان إلى نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية في آخر ثلاثة مواسم، وقد ترك بصمته الإيجابية منذ اللحظة الأولى، حيث قاد الفريق للتعادل الإيجابي 1-1 مع نادي ريال مدريد الإسباني في بداية مشواره في دور المجموعات، قبل أن يحقق الفوز الثمين على مانشستر سيتي.

وعلق إنزاجي على الفوز قائلاً: "كان علينا أن نقدم أداءً استثنائياً، لأننا ندرك قوة مانشستر سيتي. كنا نعلم أننا بحاجة إلى بذل جهد مماثل لتسلق قمة إيفرست بدون أكسجين، وقد قدمنا أداءً رائعاً في المباراة".

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن، إلى أي مدى يمكن لنادي الهلال أن يتقدم في هذه البطولة المرموقة؟

سيخوض الفريق مواجهة حاسمة أخرى في الدور ربع النهائي، حيث سيلاقي نادي فلومينينسي البرازيلي في مدينة أورلاندو يوم الجمعة المقبل.

وبعد خروج مانشستر سيتي، بالإضافة إلى نادي إنتر ميلان الذي أطاح به فلومينينسي، بات مشوار الهلال في البطولة أكثر إثارة وتشويقاً، حيث يتواجد في المسار الذي سيشهد أيضاً مواجهة بين نادي تشيلسي الإنجليزي ونادي بالميراس البرازيلي في الدور ربع النهائي.

نظرياً، تبدو الأمور مبشرة بالنسبة لنادي الهلال، خاصة مع تواجد أندية ريال مدريد وبايرن ميونخ وباريس سان جيرمان في الجانب الآخر من مسار البطولة، لكن مع الأخذ في الاعتبار النجاح الذي حققته الأندية البرازيلية وتفوقها على منافسيها في هذه البطولة، سيتعين على الهلال أن يتخطى عقبة فريق آخر إذا ما أراد بلوغ المباراة النهائية.

وحتى في حال خروجه من البطولة في الدور ربع النهائي، ستظل مشاركة الهلال في هذا الدور إنجازاً يستحق الإشادة والتقدير، خاصة وأنه لم يكن من المتوقع أن يتمكن الفريق من المنافسة على اللقب.